دقت كارثة الزلزال الأخير ناقوس الخطر في مدن تركية كبرى على رأسها إسطنبول لا سيما الأحياء القديمة فيها، ودفعت آلاف المواطنين للتقدم بطلب عاجل لفحص مبانيهم لمعرفة ما إذا كانت مقاومة للزلازل وآمنة للعيش أو لا.
فبحسب إحصاءات حكومية، فإن 60 بالمئة من المباني في مدينة إسطنبول مصنفة على أنها خطيرة ويجب أن تدخل في مشروع التحول العمراني بصورة عاجلة.
نحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على موضوع فحص المباني لمعرفة ما إذا كانت مؤهلة للعيش أو العمل فيها تحسبا لوقوع أي زلزال من شأنه أن يُحدث دمارا وأضرارا في الأرواح والممتلكات كما حصل في الزلزال الأخير الذي رفع من مستوى الوعي لدى الناس الحريصين على سلامتهم وسلامة أحبائهم.
تشير الإحصائيات إلى زيادة بنسبة 100% بعدد طلبات الحصول على خدمة التقييم التي بدورها تكشف عن العناصر التي يمكن أن تحدث أضراراً هيكلية عند وقوع الزلزال.
الزلزال الأخير ضرب 11 ولاية تركية وتسبب بدمار آلاف المنازل كان معظمها من المنازل القديمة، لكن بالمقابل كان هناك الكثير من المباني التي ظلت شامخة دون أضرار حتى في المدن الأكثر تضررا بالزلزال، حيث أرجع خبراء ومختصون ذلك إلى متانتها ومرونتها وتشييدها بما يتلاءم مع قانون الإنشاءات الصارم الذي ينظم المعايير والشروط الهندسية لبناء مبان مقاومة للزلازل والذي صدر رسمياً بعد زلزال عام 1999.
بعد الزلزال، تلقت بلدية إسطنبول أكثر من 120 ألف طلب من سكانها لفحص المباني بشكل عاجل، بحسب أرقام نشرها رئيسها أكرم إمام أوغلو.
فيما أعلنت الحكومة أن مليون ونصف مليون وحدة سكنية في إسطنبول تعد خطيرة وغير آمنة، منها 300 ألف وحدة بحاجة إلى هدمها بشكل عاجل وإعادة بناؤها ضمن مشروع التحوّل العمراني.
على كل مواطن أن يقيّم حالة المبنى الذي يعيش فيه كأن ينظر أولا إلى عمر البناء ..فإذا كان بناؤه قبل عام 2000، فهذا يعني أنه تم تشييده وفقًا لأنظمة الزلزال القديمة، ولم يخضع لقانون الإنشاءات الصارم الذي صدر بعد زلزال 1999.
ومن الضروري أيضا النزول إلى الطوابق السفلية للمبنى. فإذا كان هناك رطوبة أو صدأ أو ثني في الحديد أو تشققات في الأعمدة والعوارض، فاعلم أن هناك مشكلة في المبنى الذي تقطنه.
وإذا وجدت أعمدة مقطوعة في الطوابق الوسطى أو في مدخل المبنى، فيجب عليك إبلاغ البلدية بذلك على الفور. قطع الأعمدة يقضي تمامًا على إمكانية مقاومة المباني للزلازل.
وإذا كانت الجدران رفيعة للغاية، وهناك شقوق عميقة في الجدران، والمبنى مبني على تربة رملية مشبعة بالرطوبة، وهناك مشاكل يمكن رؤيتها مثل الثني والالتواء في الوضع العام للمبنى، كل هذه تعد علامات على عدم قدرة البناء على مقاومة الزلزال.
قد تكون هذه أولى العلامات على أن المبنى الذي تعيش فيه ليس متينا أو قويا. لكن هناك علامات أخرى، كأن يكون المبنى غير مبني على أرضية صلبة مثلا على ضفاف مجاري الأنهار أو قرب البحر أو فوق الموانئ والمرافئ.
مؤشر آخر مهم يجب عدم إغفاله هو النظر إلى سند الملكية "الطابو"، فإذا كان لديك شهادة صلاحية المبنى للإشغال (İskan Belgesi ) فهذا يعني أن المبنى قد تم تشييده وفقًا للوائح وأنظمة البلدية.
يتم إجراء اختبار مقاومة الزلازل بواسطة شركات بحثية مستقلة أو فرق البلدية.
وفقًا لنتائج البحث الذي يجريه فريق الخبراء، يتم إعداد تقرير تقييم المخاطر وتقديمه إلى البلدية.
فإذا كان المبنى مقاومًا للزلازل، فلن يتم اتخاذ أي إجراء. لكن إذا تبين أن المبنى محفوف بالمخاطر، يتم البدء في عمليات الإخلاء والهدم وإعادة البناء من خلال العمل المنسق للبلدية وسكان المبنى.
يمكن التقدم بالطلب عبر الرابط التالي التابع لبلدية إسطنبول:
https://binatespitiformu.ibb.gov.tr/basvuru/
بعد استكمال ملأ البيانات الشخصية والبيانات المتعلقة بالبناء، يتم قبول الطلب.
فحص البلدية يجري بشكل مجاني.
يقيم الخبراء الهيكل الإنشائي للمبنى من خلال فحص الحالة العامة للمبنى وتحليل الأرض وقرب المبنى من خطوط الصدع بالتفصيل. أخيراً تؤخذ عينات أسطوانية من الخرسانة باستخدام آلات الحفر.
من المهم للغاية أن تجرى الاختبارات من فرق مرخصة وفقاً للوائح الزلازل التي من خلالها يقيم الخبراء البناء على بعض المعايير.
ووفقاً لتفاصيل مشروع "اكتشاف المباني" التابع لبلدية إسطنبول، فإن تحديد متانة المبنى يجري على النحو التالي: بادئ ذي بدء، من الضروري التقدم بطلب لتحديد متانة المبنى. يكفي أن يتقدم شخص بمفرده ليختبر المبنى، فالأغلبية غير مطلوبة.
تُجمع المعلومات التفصيلية باستخدام الطريقة المسماة "المسح السريع". بعد ذلك يجري تقييم لبيانات المسح، ورسم مخططات المبنى بأخذ قياسات الأعمدة والعوارض والأساسات، فضلاً عن الارتفاعات والمساحة.
في بعض الحالات تُزال طبقة الجص وتقاس صلابة الخرسانة بمطرقة مخصصة لفحص صلابة الخرسانة.
بعد ذلك يجري تحديد معدل الأمان من الزلازل لكل مبنى، والكشف عما إذا كانت المباني معرضة لخطر الزلازل.
المباني التي شيدت بالأساس بعد عام 2000 جميعها مبان استخدمت فيها الخرسانة الجاهزة بشكل عام وخضعت لعمليات الفحص اللازمة، رغم وجود استثناءات بالطبع.
فإذا كان المبنى قد شُيد وفقا للائحة زلزال 2007، وتم استخدام خرسانة جاهزة له، وتم الحصول على سند الملكية وتم تشييد البناء وفقا للمشروع المعتمد المصادق عليه، وتم أخذ شهادة صلاحية المبنى للإشغال، وجرى عمل الفحوصات العامة المذكورة آنفا، وكان تقرير مقاومة المبنى للزلازل إيجابيا، حينها لا داعي لوضع أي إشارات استفهام في ذهنك، بحسب رئيس مجلس إدارة "تكتاش" للتحول العمراني.
