شهدت تركيا الأحد 14 مايو / أيار انتخابات رئاسية وبرلمانية انتهت بفوز تحالف الجمهور الحاكم في الغالبية البرلمانية وذهاب الرئاسية إلى جولة إعادة من المقرر إجراؤها في 28 من الشهر الحالي.
وتقدم تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأحزاباً أخرى بنسبة 49.46 بالمئة بعد فرز 100 بالمئة من أصوات الناخبين، في حين حصل تحالف الشعب المعارض بقيادة كمال كليجدار أوغلو على 35.02 بالمئة من أصوات الناخبين.
أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أن الانتخابات الرئاسية ستنتقل إلى جولة إعادة في 28 مايو/أيار الجاري، إذ لم يتمكن أيٌّ من المرشحين من تخطي نسبة 50 بالمئة اللازمة للفوز من الجولة الأولى.
وحصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشح تحالف الجمهور على 49.51 بالمئة من الأصوات، مقابل 44.88 بالمئة لمرشح تحالف الشعب المعارض كمال كليجدار أوغلو، وذلك وفق النتائج التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات بعد فرز 100% من الأصوات في الداخل.
فيما حصل مرشح تحالف "أتا" (الأجداد) اليميني المتشدد، سنان أوغان، على 5.17 بالمئة من الأصوات.
ورغم تقدُّم أردوغان بأكثر من 2 مليون و500 ألف صوت على منافسه كليجدار أوغلو، فلم ينجح في تأمين الأصوات الكافية لحسم الرئاسة من الجولة الأولى، كونها تشترط حصول الفائز على الأغلبية المطلقة من الأصوات (50 بالمئة +1).
وستنحصر المنافسة الرئاسية بين المرشحَين الحاصلَين على النسبة الأعلى، مرشح تحالف الجمهور، الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة، كمال كليجدار أوغلو.
كيف ستجري جولة الإعادة؟
سيصوت الناخبون سواء داخل أو خارج تركيا بنفس ورقة معلومات الناخب وفي نفس المكان والصندوق الذي صوتوا فيه في جولة 14 مايو.
ستفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 08:00 صباحا بالتوقيت المحلي، وستغلق في الساعة 17:00 مساء بنفس اليوم.
بحسب الهيئة العليا للانتخابات التركية، يحق لكل مواطن تركي بلغ من العمر 18 عامًا اعتبارًا من تاريخ جولة الإعادة الحق في المشاركة في الانتخابات.
وهذا أيضا يسري على جميع المواطنين الأجانب الحاصلين على الجنسية التركية ممّن أتموا سن الـ18 اعتبارا من تاريخ الانتخابات.
كم يبلغ عدد المواطنين الذين سيصوتون لأول مرة في جولة الإعادة؟
حصل 4 ملايين 904 ألف 672 ناخباً على حق التصويت لأول مرة في انتخابات 14 مايو، بحسب رئيس الهيئة العليا للانتخابات، أحمد ينار.
وقال ينار إن مجموع الناخبين الذين سيحصلون على حق التصويت لأول مرة في جولة الإعادة يبلغ 47 ألفا و523.
لا يحق للمجنسين حديثا الذين لم يصوتوا في انتخابات14 مايو التصويت يوم 28 مايو حسب قرار الهيئة العليا للانتخابات
رغم خروجه من جولة الإعادة، يحظى سنان أوغان، القومي المتشدد المعروف بعدائه للاجئين، بمكانة مهمة في المشهد السياسي، فنسبة الأصوات التي نالها في الجولة الماضية البالغة 5.17 بالمئة كفيلة بأن تحسم السباق الرئاسي إما لصالح أردوغان أو كليجدار أوغلو.
يكفي أردوغان ما نسبته أقل من 1 بالمئة من الأصوات لحسم النتائج لصالحه، فيما يحتاج منافسه المعارض أكثر من 5 بالمئة من أصوات الناخبين ليكسب المنافسة، وهذا يعني أنه بحاجة للكتلة الداعمة لسنان أوغان؛ لذا فإن حظوظ أردوغان بالفوز أكبر.
وبعد ظهور النتائج وتأكد ذهاب تركيا إلى جولة إعادة برز اسم أوغان كمفتاح الفوز لأي من المرشحين إذا ما جيّر له أصواته، لكن أوغان أعلنها صراحة أنه لن يدعم أحدا "مجانا"، وهو في موقف صعب الآن بسبب خلافاته الجوهرية مع "أردوغان" و "كليجدار أوغلو" حيال عدد من الملفات أبرزها اللاجئين والأحزاب الكردية.
وضع سنان أوغان 5 شروط كي يعلن دعمه لأحد التحالفين الجمهور الحاكم بقيادة أردوغان أو تحالف الشعب المعارض بقيادة كليجدار أوغلو.
والشروط هي:
عدم تغيير المواد الأربعة في الدستور
عدم إزالة كلمة "التركية" من المادة 66 وحمايتها
ترحيل 13 مليون لاجئ بين سوري وأفغاني وإفريقي
عدم خفض الفائدة ومعالجة مشكلة التضخم والتي هي سبب الأزمة الاقتصادية
الابتعاد عن دعم التنظيمات الارهابية وأذرعها السياسي في تركيا
بحسب محللين أتراك، فإن الشرط الأول موجه لتحالف الجمهور، حيث هناك تصريحات سابقة لمستشار أردوغان إسماعيل كهرمان الذي قال إنه يمكن أن نغير المواد الأربعة بالدستور ويتم وضع مواد تقوم على الشريعة الإسلامية كذلك موجه لتحالف الشعب المعارض الذي أعد دستورا جديدا للبلاد حال فوزه.
الشرط الثاني موجه لتحالف الشعب وبالأخص، زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان الذي يريد إزالة كلمة التركية من الدستور.
أما الشرطان الثالث والربع فموجهان للتحالف الحاكم.
والأخير موجه لكلا التحالفين، إذ يطلب من تحالف الجمهور إبعاد حزب Hüdapar الكردي الإسلامي من تحالفهم، ويطلب من تحالف الشعب فض الشراكة مع حزب "اليسار الأخضر" الكردي، وهو الاسم الجديد لحزب الشعوب الديمقراطي HDP، الذي دعم مرشح المعارضة كليجدار أوغلو في الانتخابات.
لكن تحقق الشرط الأخير صعب إن لم يكن مستحيلا، لأنه يعني خسارة كليجدار أوغلو لنسبة 10 بالمئة من أصوات الناخبين على أقل تقدير، سيما أن كتلة "اليسار الأخضر" تقدر بنحو 10.54 بالمئة.
الناخبون الذين صوتوا لمرشح حزب البلد "محرم إنجة" المنشق عن حزب CHP رغم انسحابه قبل الجولة الأولى من الانتخابات يمكن أن يُحدثوا فرقا أيضا في جولة الإعادة وإن كان نسبتهم لا تتعدى 0.44 بالمئة من أصوات الناخبين.
وهذه النسبة يمكن أن تقرب الرئيس أردوغان جدا من حسم السباق الرئاسي لصالحه.
انسحاب إنجه لم يكن طوعيا، إذ كشف عن تعرضه للابتزاز على مدى 45 يوما من أشخاص محسوبين على جماعة "فتح الله غولن" المتهمة بتنفيذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، فضلا عن مضايقات من قبل حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي.
وقال إنجه في مؤتمر صحفي موجها حديثه إلى تحالف المعارضة، إنه لن يترك المجال أمامهم لتحميله الفشل في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ وجه أنصار "الطاولة السداسية" في وقت سابق اتهامات لزعيم حزب "البلد" تفيد بأن وجوده في السباق الرئاسي يؤثر على أصوات زعيم حزب "الشعب الجمهوري" كمال كليجدار أوغلو.
