"مشروع يعزز مكانة تركيا في الاقتصاد العالمي ويجعلها مركزا ماليا إقليميا وعالميا في المستقبل"، هكذا وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مركز إسطنبول المالي الذي افتتحه مؤخرا في منطقة العمرانية في الشق الآسيوي من مدينة إسطنبول.
يهدف المشروع لأن يكون واحدا من أهم وأفضل 10 مراكز مالية في العالم، وسيضمّ "مركزا للتحكيم" كما سيحتوي ولأول مرة على "مركز تحكيم إسلامي".
تنبع أهمية المركز من كونه يقع في قلب مدينة إسطنبول التي تمتلك موقعا جغرافيا فريدا يتوسط بين أوروبا وروسيا والجمهوريات التركية وشمال إفريقيا ودول الخليج، ما يجعله محط أنظار المستثمرين.
مشروع ينافس المراكز المالية الكبرى في العالم
أُعلن عن مشروع مركز إسطنبول المالي لأول مرة في عام 2008، فيما دخلت استراتيجيته وخطة عمله حيز التنفيذ في 2009. وصُمم المشروع على شكل 4 أقسام، وُظف بها أحدث تقنيات المدن الذكية.
يهدف مشروع مركز إسطنبول المالي إلى الارتقاء بإسطنبول إلى موقع يمكّنها من التنافس مع المراكز المالية الكبرى في العالم، جاعلاً منها مركزاً مالياً بين أهم وأفضل 10 مراكز مالية في العالم خلال السنوات الـ10 القادمة.
يهدف لجعل إسطنبول وجهة تنافسية للمؤسسات المالية الدولية والمستثمرين، إضافةً لدعم نمو الاقتصاد التركي.
وسيكون المركز موطناً جديداً لمعظم المؤسسات والهيئات المالية البارزة في تركيا، بما في ذلك البنك المركزي لجمهورية تركيا وبورصة إسطنبول للأوراق المالية ووكالة التنظيم والرقابة المصرفية ومجلس أسواق رأس المال التركي.
مشروع يتربع على مساحة 3.5 مليون متر مربع
تبلغ مساحة المركز الإجمالية حوالي 3.5 مليون متر مربع، موزعة على شكل مبان مكتبية بمساحة 1.4 مليون متر مربع، ومركز تسوق بمساحة 100 ألف متر مربع، ومركز مؤتمرات يتسع لـ 2,100 شخص، وقاعة أداء متعددة الأغراض، وفندق 5 نجوم، ومركز تعليم مالي، وموقف سيارات بسعة 26 ألف مركبة، بالإضافة إلى مرافق ترفيهية.
ومن المتوقع أن يخلق فرص عمل لأكثر من 120 ألف موظف، فيما يُنتظر أن يزوره يومياُ أكثر من 75 ألف زائر.
مركز دولي للتكنولوجيا المالية
تسعى تركيا لجعل مركز إسطنبول المالي مركزاً إقليمياً ودولياً للتكنولوجيا المالية، حيث تصرف الكثير من الوقت والجهد لتوفير المناخ الاستثماري المناسب الذي يساعد على استقطاب كبرى شركات التكنولوجيا المالية الفاعلة على الصعيدين الوطني والدولي.
ومن المخطط أن يولد المركز دخلاً قدره 250 مليار دولار أمريكي فضلاً عن قيمة مضافة تضخ في الاقتصاد التركي بشكل مستدام يتوقع أن تصل قيمتها الإجمالية أكثر من 160 مليار دولار بعد مضي 15 عاماً على تشغيله.
وإلى جانب جعله مركزاً مالياً مهماً وفاعلاً على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال استضافته للعديد من المؤسسات والمنظمات المالية المختلفة، سيحتوي المركز أيضاً على مركز التحكيم التابع لمؤسسة التمويل الدولية، بالإضافة إلى المحاكم المالية ومركز التحكيم الإسلامي، المختص بشؤون التحكيم للمصارف الإسلامية.
أردوغان: مركز ثقل التمويل العالمي يتحول من الغرب إلى الشرق تدريجيا
افتتح الرئيس التركي المشروع الذي طال انتظاره في منتصف ابريل / نيسان الماضي، وقال، في كلمة له خلال مشاركته في حفل الافتتاح، إن "مركز اسطنبول المالي هو مشروع ذو رؤية تم تطويره لتعزيز مكانة تركيا في الاقتصاد العالمي ولجعل بلدنا مركزًا ماليًا إقليميًا وعالميًا في المستقبل".
وأضاف أنه بالإضافة إلى المراكز القديمة مثل نيويورك ولندن وفرانكفورت، هناك مراكز مالية مهمة مثل دبي وسنغافورة وهونغ كونغ تم إدراجها في هذه القائمة لاحقًا، مضيفا إن" مركز ثقل التمويل العالمي يتحول من الغرب إلى الشرق تدريجيا.
وتابع "نعتقد أن اسطنبول التي كانت على مدى التاريخ بمثابة جسر جغرافي وتجاري بين الشرق والغرب، لديها القدرة على إقامة نفس الرابط بين الأسواق المالية اليوم. إن مركز اسطنبول المالي هو مشروع ذو رؤية تم تطويره لتعزيز مكانة تركيا في الاقتصاد العالمي ولجعل بلدنا مركزًا ماليًا إقليميًا وعالميًا في المستقبل. وعبر هذا المشروع الذي بدأنا تشييده في عام 2013، قررنا نقل المؤسسات الرائدة في بلدنا بما في ذلك مصرفنا المركزي والبنوك العامة والبورصة إلى مدينة إسطنبول. وهكذا حققنا أرقى مشروع لبلدنا والعالم بقيمة استثمارية إجمالية بلغت 65 مليار ليرة".
