بعد أيام فقط من دخولها نادي الطاقة النووية في العالم عبر تدشين محطة "أكويو" في ولاية مرسين، زفت تركيا، الثلاثاء 2 مايو / أيار بشرى تدشين أكبر محطة طاقة شمسية في أوروبا والتي تُعد أيضا إحدى أكبر 5 محطات شمسية في العالم.
هذا الإنجاز- وفق خبراء متخصصين- سيساعد تركيا في أن تحل رابعًا بقائمة أسواق الطاقة المتجددة الـ10 في العالم.
فتركيا التي تتمتع بموقع جيوسياسي فريد هي في طريقها لأن تصير مركزا مهما للطاقة، بحسب رئيس جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين (موصياد) محمود أصملي.
وفي ضوء هذه المساعي، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 2 مايو / أيار محطة "كارابينار" لتوليد الطاقة الشمسية في ولاية قونيا، والتي تعدّ الأكبر في أوروبا.
تتألف المحطة من 3.2 مليون لوح شمسي، وتتربع على مساحة 20 مليون متر مربع في منطقة تتسم بدرجة تعرض عالية للسطوع الشمسي.
من المرتقب أن تنتج سنويا 3 ملايين كيلوواط/ساعة من الكهرباء، ما يكفي لإتاحة الكهرباء إلى مليوني شخص، ومنع استعمال ما تعادل قيمته 450 مليون دولار أميركي من مصادر الوقود الأحفوري، وفق منصة الطاقة.
بدأ تركيب المحطة عام 2020 وبلغت تكلفتها مليار دولار ومن المقرر أن تحول دون إصدار 1.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، بجانب زيادة حصة الطاقة الشمسية في إجمالي توليد الكهرباء بنسبة 20%.
صُنعت الألواح الشمسية المُستعملة في المحطة في أول مصنع لإنتاج الخلايا الشمسية بتركيا، ومقره أنقرة.
المصنع افتتحه الرئيس أردوغان في أغسطس/آب من عام 2020، ويمثل أول مركز متكامل لإنتاج الألواح الشمسية، يجمع كل مراحل إنتاج الألواح الشمسية، من بينها الأبحاث والتطوير.
تمثل سعة الكهرباء المتجددة في تركيا ما يزيد على نصف إجمالي سعة الكهرباء المُركبة في البلاد، التي لامست 104 آلاف و488 ميغاواط بحلول 7 أبريل/نيسان 2023.
يأتي في المرتبة الأولى في قائمة مصادر الكهرباء المتجددة الطاقة الكهرومائية بسعة تبلغ 31 ألفًا و600 ميغاواط، فيما تحل الرياح في المرتبة الثانية، مُسجلة 11 ألفًا و490 ميغاواط.
ولامست مشروعات الطاقة الشمسية 9 آلاف و829 ميغاواط حتى نيسان الماضي، وفق بيانات الطاقة.
ووفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تشهد تركيا نموًا نسبته قرابة 64% في سعة الطاقة المتجددة إلى 90 غيغاواط في السنوات الـ5 المقبلة، وتمثّل طاقتا الشمس والرياح مجتمعتين نحو 75% من تلك الإضافة.
احتلت تركيا، العام الماضي، المرتبة الخامسة في أوروبا لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة، وأصبحت الآن مصدِّرًا رئيسًا لمكونات وتكنولوجيا طاقة الرياح، إذ تصدّر منتجاتها إلى أكثر من 45 دولة، بحسب كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية التركي أومود شكري.
ويأتي تحول تركيا إلى المصادر الخضراء في توليد الطاقة في إطار مساعيها للتخلص من الوقود الأحفوري الضار بالبيئة.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي أعلن قبل أيام دخول بلاده رسميا نادي دول الطاقة النووية في العالم، عبر محطة "أق قويو" في ولاية مرسين، وهو مشروع وُصف بأنه "أحد أكبر مواقع البناء النووي على هذا الكوكب"، حيث سيساهم بخفض واردات تركيا من الغاز الطبيعي بقيمة 1.5 مليار دولار سنويا.
