العلاقات التركية السعودية .. حقبة جديدة من التعاون لتعزيز المصالح المشتركة
2023-05-31

انعكس التقارب وتحسن العلاقات بين الحكومتين التركية والسعودية والزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، العام الماضي، بشكل إيجابي على العلاقات بينهما ولا سيما العلاقات الاقتصادية.

وبالنظر إلى حقيقة ان تركيا والسعودية تعتبران دولتين مهمتين جداً في المنطقة، خاصة بالنسبة للتجارة العالمية وممرّات الطاقة، فإن تركيز البلدين على تطوير العلاقات بينهما على كافة الأصعدة يعود بالفائدة على البلدين والمنطقة بأسرها.

وفي منطقة تموج بالصراعات والتوترات، يعول البعض على أن تحسن العلاقات بين قوتين إقليميتين مثل السعودية وتركيا، يمكن أن يكون له مردود إيجابي على دول المنطقة بأكملها.

وبرز قطاع الإسكان والتشييد في تركيا كأحد أكثر القطاعات جاذبية للمستثمرين السعوديين، حيث يشكل قطاع الإسكان في تركيا حوالي 30% من إجمالي الاستثمارات السعودية في البلاد.

تنامي العلاقة التجارية

بينما كان حجم الاستثمار السعودي في تركيا عام 2021 يبلغ نحو 8 مليارات دولار أميركي، ارتفع في العام التالي إلى 18 مليار دولار، وهناك توجه لإيصاله إلى نحو40  مليار دولار، بحسب وزير التجاري السعودي.

كما حققت قيمة الصادرات التركية إلى المملكة قفزة قياسية في الربع الأول من العام الجاري 2023، وفق أرقام رسمية صادرة عن حكومة أنقرة.

فقد كشفت بيانات مجلس المصدرين الأتراك في 24 مايو / أيار أن الصادرات التركية في الثلث الأول من العام الجاري سجلت زيادة فاقت 600 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من 2022.

وبلغت قيمة الصادرات التركية إلى السعودية خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري، 780 مليونا و512 ألف دولار.

وكانت صادرات الفترة نفسها من العام الماضي بلغت 107 ملايين و419 ألف دولار.

وبشكل عام، فإن المنتجات التي تصدّرها تركيا إلى السعودية تشمل: السجاد والمنتجات البترولية المصنَّعة واللوحات الكهربائية وحديد التسليح والأثاث، وفي المقابل تستورد من السعودية المنتجات البترولية والكيميائية.

الزيارات المتبادلة بداية لحقبة جديدة عنوانها المنافع المشتركة

وتجدر الإشارة إلى أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تركيا فى يونيو/حزيران 2022، وكان قبلها زيارة بشهرين تقريبا زيارة الرئيس التركي للمملكة، شكلتا منعطفًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث أعلنت الدولتان -آنذاك- عن إطلاق حقبة جديدة من التعاون.

وبرز قطاع الإسكان والتشييد في تركيا كأحد أكثر القطاعات جاذبية للمستثمرين السعوديين، حيث يشكل قطاع الإسكان في تركيا حوالي 30% من إجمالي الاستثمارات السعودية في البلاد، بحسب الباحثة التركية الخبيرة في اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شريفة أكنجي.

ولفتت أكنجي إلى أن السعودية من بين الدول ذات الاستثمار الكبير في القطاع العقاري بتركيا، مضيفة أن بيانات معهد الإحصاء التركي تُظهر تقدّم المملكة على العديد من دول الشرق الأوسط في هذا الصدد، من خلال شراء ما يقرب من 15 ألف منزل بين عامي 2015-2022.

وبالنظر إلى الأرقام، خاصة فيما يتعلق بالتجارة، يظهر جليا أن العلاقات شهدت تغيرًا كبيرًا بين تركيا والسعودية، منذ زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تركيا حزيران الماضي.

فقبلها كان هناك "مقاطعة غير رسمية" للمنتجات التركية من قِبل السعودية من سبتمبر/أيلول 2020 إلى بداية العام الجاري، ونتيجة لهذه المقاطعة، توقّفت الواردات السعودية من تركيا تقريبًا.

وحسب الوكالة الرسمية التركية، تشير بيانات معهد الإحصاء التركي إلى أن صادرات تركيا إلى السعودية، كانت 3.2 مليار دولار في 2019 و2.5 مليار دولار في 2020، وتراجعت بشكل كبير في عام 2021 إلى 265 مليون دولار، وعادت إلى الارتفاع بنسبة 180%، في الأشهر التسعة الأولى من العام 2022، وبلغت 420.9 مليون دولار.

توجه لرفع حجم الاستثمارات السعودية في تركيا إلى 30 أو 40 مليار دولار 

وفقًا لتقرير صادر عن اتحاد الغرف التجارية السعودية نهاية 2021؛ فقد بلغ حجم الاستثمارات السعودية في تركيا نحو 8 مليارات دولار أميركي.
لكن وزير التجارة السعودي ماجد القصبي قال في مقابلة مع قناة "TRT عربي" -نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022- إن حجم استثمارات بلاده في تركيا بات يبلغ حوالي 18 مليار دولار في الوقت الراهن.

وأعرب عن أمله في ارتفاع حجم الاستثمارات السعودية في تركيا لتصل إلى 30 أو 40 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.

1140 شركة سعودية مستثمرة في تركيا 

رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي ذكر، خلال "ملتقى الأعمال السعودي التركي"، الذي انطلق في الرياض في مارس / آذار الماضي، أن 1140 شركة سعودية مستثمرة في تركيا و390 شركة تركية في المملكة وذلك في قطاعات التشييد، والصناعات التحويلية، وتجارة الجملة والتجزئة والمطاعم. 

الاقتصاد أكثر المجالات تأثراً بالخلافات

شهد حجم التجارة بين البلدين تذبذباً في الفترة بين 2012 و2019، إلا أنه كان فوق مستوى 5 مليارات دولار، وكان الاقتصاد أكثر المجالات تأثراً بالخلافات التي طرأت على علاقات البلدين.

وبدأت العلاقات الاقتصادية بالتراجع في الفترة التي شهدت ذروة الخلافات السياسية، وفي بعض الأشهر عام 2021 توقفت الصادرات التركية تماماً إلى السعودية، وتراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 4,227 مليار دولار عام 2020، ثم إلى 3,721 مليار دولار عام 2021، وفق وكالة الأناضول الرسمية التركية.

التراجع في حجم التبادل التجاري بين البلدين صاحبه تراجعٌ في السياحة، حيث تراجع عدد السياح السعوديين الذين زاروا تركيا من 747 ألفاً و233 عام 2018، إلى 67 ألفاً و490 عام 2020 ثم تراجع إلى حوالي 10 آلاف سائح فقط عام 2021.

تعدّ تركيا والسعودية دولتان مهمتان جداً في المنطقة، خاصة بالنسبة للتجارة العالمية وممرّات الطاقة.

وتمتلك الدولتان مصالح مشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، وفي إطار هذه المصالح، أصبح لزاماً عليهما زيادة التفاعل السياسي وتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما.

التعاون الدفاعي

وكانت السعودية وتركيا اتفقتا في ختام زيارة ولى العهد السعودي على تفعيل عمل مجلس التنسيق السعودي-التركي، وأكّدتا أهمية التعاون في مجال السياحة وتطوير حركتها بين البلدين، كما اتفق الجانبان على تفعيل الاتفاقات الموقّعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي.
وكان الرئيس أردوغان أعلن في مارس / آذار 2021 أن السعودية قدمت طلبا لشراء طائرات مسيرة تركية الصنع.

وأثبتت تركيا بفضل صناعتها العسكرية، خاصة الطائرات بدون طيار، قدرة كبيرة على قلب موازين القوى في الصراعات المختلفة.

 

دعنا نساعدك

اشترك بالقائمة البريدية

للاطلاع على أحدث العروض العقارية